أصل الكون والمجموعة الشمسية و الأرض
أول نظرية حاولت أن تفسر أصل المجموعة الشمسية هى نظرية كانت-لابلاس التى ظهرت قرب نهاية القرن التاسع عشر.وقد وضع كل واحد من هذين العالمين النظرية نفسها على انفراد دون ان يتصل احدهما بالاخر.
وقد تم وضع هذه النظرية بناء على بعض المشاهدات الفلكية.وتعتبر نظرية كانت-لابلاس أن المجموعة الشمسية تكونت نتيجة لتكثف كتلة غازية هائلة كروية الشكل.
وكانت هذه الكتلة فى بداية الامر تدور حول نفسها.وفى نفس الوقت عملت قوى الجاذبية على انكماش المادة الغازية نحو مركزها والقوة الطاردة المركزية الناتجة من الدوران عملت على تحويلها من كرة الى قرص وبعد ذلك تحولت بعض الاجزاء الخارجية لهذا القرص الى حلقات انفصلت عن المادة المتمركزة فى المركز والمكونة للشمس اما المادة المكونة للحلقات فانكمشت حتى اصبحت كواكب.
بعد ذلك وفى اواخر القرن ال19وأوائل القرن ال20وضع بعض العلماء نظريات تعتمد على افتراض ان الارض تكونت اولا وان الكواكب ظهرت نتيجة لتأثير جاذبية نجم اخر مر بقرب الشمس.
ومن ابرز العلماء الذين قدموا مثل هذه النظريات الجيولوجى الامريكى تشمبرلين وعالم الفلك مولتون.وهناك ايضا العالمان البريطانيان السير جيمس جينز والسير هارولد جيفرى.والنظريات التى تعتمد على مرورنجم بمقربة من الشمس لشرح أصل الكواكب مبنية على وقوع حدث فريد فى تاريخ الكون وهو مرور نجم بجانب نجم اخر وهذا الحدث لايمكن مشاهدة دليل عليه الان.
أما النظريات الحديثة لاصل المجموعة الشمسية تشبه كثيرا نظرية كانت-لابلاس.ولكن تمتاز النظريات الحديثة بأنها مبنية على معلومات ومشاهدات أكثر دقة مما كانت عليه فى القرن ال19.
يظن بعض العلماء أن الغبار السديمى الذى كون الكواكب كان حارا نتيجة لفعل الطاقة الشمسية وكانت المادة السديمية تتجمع لتكون الكواكب.ففى بداية الامر تجمعت العناصر الثقيلة مثل النيكل
والحديد وهما يكونان لب جميع الكواكب.وبعد ذلك تجمعت المواد البريدوتيتية لوشاح الكواكب أما اخر المواد الصلبة التى تجمعت فهى السليكات المكونة للقشرة الارضية.وعندما برد السديم تكون الغلاف المائى أو الهوائى للكواكب الثقيلة.أما الكواكب الخفيفة فلم تسمح جاذبيتها بتكون غلاف هوائى يذكر.
ويجب هنا أن نتأمل تأثير كل من الجاذبية وقوى الطرد المركزية فى تكوين المجموعة الشمسية.فقوى الجاذبية تؤدى الى تجمع المادة فى قلب السديم والى تكوين الشمس.ويقدر العلماء أن الشمس والكواكب تجمعت من السديم الأولى منذ حوالى 5000مليون سنة.أما الكون فيظن العلماء أنه تكون منذ حوالى 10000أو 15000مليون سنة.
ويقدر العلماء أن مادة الكون كانت مركزة فى حيز صغير منذ حوالى 10000أو 15000مليون سنة عندما بدأت الحركة المؤدية الى ابتعاد المجرات بعضها عن بعض.وبدأت هذه الحركة بأنفجار عظيم لذلك تسمى نظرية الكون بهذا الأنفجار بنظرية الأنفجار العظيم.ويقدر العلماء أن مادة الكون قبل هذا الأنفجار كانت مركزة فى بروتون ضخم تدور حوله سحابة من المادة الألكترونية.وكانت لهذه المادة كميات هائلة من الطاقة الكامنة التى أدت الى الأنفجار العظيم وتحولت الى سرعة وضوء وحرارة وأشعة كونية.أى الى مظاهر الطاقة التى نعرفها الأن.
يعتقد بعض المفكرين أن الكون يجب أن يتوقف انتشاره فى وقت ما.ومن الجائز أنه حينئذ سيبدأ فى الأنكماش حتى تتجمع المادة مرة ثانية فى حيز صغير كما كانت قبل الأنفجار العظيم وبعد ذلك تنفجر هذه المادة مرة ثانية وتعود للأنتشار.فحسب رأى العلماء أن الكون يتذبذب بأستمرار. ولكن ليس لنظرية الكون النابض أية أدلة ملموسة من المشاهدات الفلكية والعلمية التى توصل اليها العلماء حتى الأن.وقد تنبأ العلماء بأن الأنفجار العظيم يجب أن يعقبة أنبعاث نوع خاص من موجات الراديو ومن الأشعة الكونية.وتعرف هذه الأشعة الكونية بأسم أشعة درجات كلفن الثلاثة وقد تمكن العلماء بالفعل من العثور على هذه الأشعة فى الكون وأستطاعوا أيضا أن يلتقطوا موجات راديو يعتقد أنها نشأت نتيجة للأنفجار العظيم.