شموس بعيدة عن كوكبنا الأرض ملايين السنين
الأبعاد التي بين النجوم أو الشموس كبيرة جداً إلى حد عندما نعبِّر عنها بالأميال أو الكيلومترات ، فينبغي أن نظل نردِّد ملايين الملايين أو المليارات . ولذلك وحتى لا يدوخ العلماء بهذه الأرقام أخذوا يقيسون المسافات والأبعاد بالسنين الضوئية . ومع ذلك ظلوا واقعين تحت وطأة الأرقام المليونية .
والقياس بالضوء ، يختصر المقاييس العادية اختصاراً شديداً . فالسنة الضوئية هي المسافة التي يقطعها الضوء في سنة واحدة من سنيِّ الأرض . علماً بأن الضوء يقطع في الثانية الواحدة مسافة ( ...،..3 كلم ) أو ( ...، 186 ميل ) . بحيث تتمخض السنة الضوئية عن رقم خيالي من الأميال هو في الحقيقة ست ملايين ملايين ميل أو حوالي عشر ملايين ملايين كيلومتر . ويمكن باستخدام المراصد المتقدمة الحديثة التعرف على نجوم أو شموس تقع على بعد آلاف ملايين السنين الضوئية .
وكما هو معلوم ، شمسنا هي أقرب النجوم إلى الأرض . ورغم ذلك فإن ضوءَها يستغرق 5،8 دقائق ونصف حتى يصل إلينا. وخارج مجموعتنا الشمسية يسمى أقرب النجوم إلينا قنطورس ، وهو على بعد 4،5 سنوات ضوئية منا . ولو تخيلنا أننا نستطيع السفر بسرعة الضوء وأقلعنا وعمرنا عشر سنوات فلن نصل إلى ذلك النجم الجميل المسمى الدبران قبل أن نبلغ الثامنة والسبعين من العمر . وبعض النجوم التي يمكن أن تراها بعينك المجردة تقع على بعد آلاف السنين الضوئية . وعلى ذلك ، وبغض النظر عن السرعة التي تنطلق بها ، فإنك لن تستطيع أن تصل إليها في حياتك .
ومن الأهمية بمكان ، أن نقدر ما تعنيه هذه الأزمنة والمسافات بالنسبة إلى مواقع النجوم . فنحن نعلم أن مواقع النجوم تتغير طوال الوقت . وأن النجوم تتحرك بالنسبة لبعضها البعض . ولكن كيف نستطيع الحكم على موقع أي نجم ؟ هل عن طريق النظر إليه ؟ كلا . لأن ضوءَه الذي نراه إنما استغرق زمناً طويلاً حتى وصل إلينا . وخلال ذلك الوقت تحرك النجم وغيَّر موضعه. ولذلك فمن اللازم أن نحسب السرعة التي يتحرك بها ، ومن ثم نعود بموضع النجم إلى مكانه الحقيقي . وعلى ذلك يتبين لنا أن لكل نجم موضعين هما : الموضع الذي نراه فيه . ثم الموضع الذي يشغله حقيقة . فعندما ننظر إلى أكثر النجوم بعداً عنا في الفضاء ، نراها على الحالة التي كانت عليها خلال آماد سبقت بكثير تكامل تكوين الأرض . ( وليس خلقها ) .
ولنحاول أن نتخيل صورة مبسطة للسماء الدنيا بمصابيحها . فأصغر ما فيها من أشياء هي تلك الشهب ، والنيازك ، والمذنبات، والقمر ، ثم الكواكب السيارة ( مثل الأرض والزهرة وعطارد ) وهذه الأشياء تلف وتدور حول نجم مركزي ( مثل الشمس في حالتنا ). ويبدو أنه من اللازم ، أن يتبع كلَّ نجم كواكب سيارة ، وإنما هذه الكواكب لا ترى بالمراصد إلا بصعوبة كبيرة ، لأنها لا تشع الضوء ذاتياً . إلا أن بعض العلماء ، اكتشفوا وفي السنة 1999 كواكب سيارة تدور حول نجومها أو حول شموسها خارج مجموعتنا الشمسية .
ومعلوم أن النجوم ، تكون مع بعضها البعض ، مجموعات كبرى تسمى المجرات ، بينما تدخل كل المجرات معاًفي بناء السماء الدنيا .