أصحاب الفيل وتخريب الكعبة
قال ابن إسحاق في سيرته أن رجلا من كنانة تبرز وتغوط في كنيسة أبرهة الحبشي والتي تسمى بالقليس , وقالوا لأبرهة أن الذي فعل ذلك رجل من أهل هذا البيت الذي تحجه العرب بمكة فعزم على هدم الكعبة المشرفة .
وجهز جيشا وخرج قاصدا البيت الحرام وهزم في طريقه جيشا لأهل اليمن ,وجيشا آخر لقبيلة خثعم , واستسلم له أهل الطائف , وبعثوا معه دليلا لمكة المكرمة يسمى أبا رغال وكانت العرب ترجم قبره كلما مرت به لخيانته للبيت . فلما وصل جيش أبرهة لمكة المكرمة أصاب مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم .
وقابل عبد المطلب أبرهة وطلب منه أن يرد المائتي بعير ، فقال له أبرهة : كنت أنتظر منك أن تحدثني عن عدم هدم البيت الذي تطوفون حوله فقال له عبد المطلب أنا رب الابل وللبيت رب يحميه , فارجع إليه أبرهة الابل التي أصابها جيشه .
فلما انصرفوا عنه، انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرز في رؤوس الجبال، خوفاً عليهم من معرة الجيش.
ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده. وقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
اللهم إن العبد يمنع * رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك
إن كنت تاركهم * وقبلتنا فأمر ما بدا لك
قال ابن هشام: هذا ما صح له منها. وقال ابن إسحاق: ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة، وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال يتحرزون فيها، ينتظرون ما أبرهة فاعل، فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبى جيشه، وكان اسم الفيل: محموداً. فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه، فقال: ابرك محمود، وارجع راشداً من حيث أتيت، فإنك في بلد الله الحرام. وأرسل أُذنه فبرك الفيل.
قال السهيلي: أي سقط إلى الأرض، وليس من شأن الفيلة أن تبرك، وقد قيل: إن منها ما يبرك كالبعير، فالله أعلم. وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، فادخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى، فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجوه إلى مكة فبرك.
وأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحداً إلا هلك، وليس كلهم أصابت.
وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي منها جاءوا، قال ابن إسحاق: فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك على كل منهل.
وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة اتبعتها منه مدة تمت قيحاً ودماً حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون. وكان ذلك في العام الذي ولد فيه النبي صلي الله عليه وسلم .
قال ابن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة أنه حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام، وأنه أول ما رؤى بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعشر ذلك العام.
سرقة الكعبة المشرفة
المالكية قالوا: من سرق شيئاً من داخل الكعبة المشرفة، فإن كان في وقت أذن له بالدخول فيه لم يقطع، لأنه لا حرز في حقه، وإلا قطع أن أخرجه لمحل الطواف، ومما فيه القطع ما عليها، وما علق بالمقام، ونحو الرصاص المسمر في الأطين. الشافعية قالوا: يقطع من سرق ستر الكعبة إن خيط عليها لآنه حينئذ محرز.
الحنابلة قالوا: إن من سرق شيئاً من أستار الكعبة، أو من داخلها وكان يساوي ثمنه نصاباً فإنه يجب عليه القطع، لأنه انتهك حرمة بيت الله تعالى فدل ذلك على ضعف إيمانه وعدم معرفته بعظمة حرمة الكعبة المشرفة، ونسبتها إلى الله تعالى، فيجب أن يشدد عليه ويقطع بسرقته.
الحنفية قالوا: من سرق من أستار الكعبة ما يبلغ ثمنه مقدار نصاب فلا يجب عليه القطع، لأنه لا مالك له، ولأنه ربما قصد بها التبرك.
وقيل: إن القطع في سرقة ستارة الكعبة على الخواص الذين قوي إيمانهم، وعرفوا عظمة حرمة بيت الله الحرام، ونسبة الكعبة إلى رب العزة تبارك وتعالى، لما ورد في الحديث من تغليظ العقوبة على السارق في الحرم، أما رعاع الناس وعوامهم الذين غلظ حجابهم وجهلوا كونهم في حضرة اللّه تعالى، وغابوا عن تتضيمها، فإنهم يعزرون، ولا يقطعون بسرقة بعض أستارها. وقال عبد الله بن زرارة أن من يأكل أموال الكعبة يشدد عليه في النزع عند الموت .
وقد تعرضت الكعبة لسرقات كثيرة على مر تاريخها ومنذ ولاية قبيلة جرهم للبيت عندما حاول حارس الكعبة سرقة كنزها فأطبقت عليه بئر الكعبة التي فيها الكنوز حتى جاء الناس وافتضح أمره وسموا بئر الكعبة الأخسف . ويقال أنه ومنذ ذلك الوقت أسكن الله ثعبان في بئر الكنز ولم يخرج هذا الثعبان إلا بعد 500 عام في ولاية قريش للكعبة .
بئر زمزم :
قوّهة بئر زمزم أواسط القرن العشرين الميلادي
أول ما ظهر زمزم علي وجه الأرض جبريل علية السلام بأمر من الله عز وجل عندما ظمئ إسماعيل عليه السلام ، ولما أظهر الله ماء زمزم لإسماعيل علية السلام حوضت عليه أمه هاجر خشية أن يفوتها قبل أن تملأ منه شنتها ولو تركته لكان عيناً تجري .
وقال فيه الرسول صلي الله علية وسلام : ( ماء زمزم لما شرب له ) وقال صلى الله علية وسلام : ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام طعم وشفاء السقم ) .
أما مكان هذا البئر فهو خلف مقام إبراهيم عليه السلام وكان علية من قبل بناء يسمي ( بيت بئر زمزم ) وكان فوق هذا البئر مقام الإمام الشافعي ، الذي أزيل عند التوسعة السعودية الأولى ، وكانت بشر زمزم قبل العهد السعودي عبارة عن بئر مستديرة الفوهة عليها قطعة من المرمر على قدر سعة الفوهة ، ويحيط بالبئر من أعلى سياج ( درابزين ) من حديد لمنع السقوط فيها ، وفوقه شبكة من حديد وقد تم تركيب مضخة لرفع مياه زمز سنة 1373 هـ وتم إنشاء بناية لسقيا زمزم أمام البئر سنة 1374 هـ.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطُّعم، وشفاء السقم ) رواه الطبراني في الكبير.
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( زمزم طعام طُعم وشفاء سقم ) رواه البزار بإسناد صحيح.
-وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ماء زمزم لما شرب له ) وزاد الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: ( فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله ).
أسماء ماء زمزم :
زمزم حرمية ، همزة جبريل ، مروية طيبة ، سالمة ، برة وعصمة ، ميمونة مضمونة
قال ابن إسحاق في سيرته أن رجلا من كنانة تبرز وتغوط في كنيسة أبرهة الحبشي والتي تسمى بالقليس , وقالوا لأبرهة أن الذي فعل ذلك رجل من أهل هذا البيت الذي تحجه العرب بمكة فعزم على هدم الكعبة المشرفة .
وجهز جيشا وخرج قاصدا البيت الحرام وهزم في طريقه جيشا لأهل اليمن ,وجيشا آخر لقبيلة خثعم , واستسلم له أهل الطائف , وبعثوا معه دليلا لمكة المكرمة يسمى أبا رغال وكانت العرب ترجم قبره كلما مرت به لخيانته للبيت . فلما وصل جيش أبرهة لمكة المكرمة أصاب مائتي بعير لعبد المطلب بن هاشم .
وقابل عبد المطلب أبرهة وطلب منه أن يرد المائتي بعير ، فقال له أبرهة : كنت أنتظر منك أن تحدثني عن عدم هدم البيت الذي تطوفون حوله فقال له عبد المطلب أنا رب الابل وللبيت رب يحميه , فارجع إليه أبرهة الابل التي أصابها جيشه .
فلما انصرفوا عنه، انصرف عبد المطلب إلى قريش فأخبرهم الخبر، وأمرهم بالخروج من مكة، والتحرز في رؤوس الجبال، خوفاً عليهم من معرة الجيش.
ثم قام عبد المطلب فأخذ بحلقة باب الكعبة وقام معه نفر من قريش يدعون الله ويستنصرونه على أبرهة وجنده. وقال عبد المطلب وهو آخذ بحلقة باب الكعبة:
اللهم إن العبد يمنع * رحله فامنع رحالك
لا يغلبن صليبهم * ومحالهم غدوا محالك
إن كنت تاركهم * وقبلتنا فأمر ما بدا لك
قال ابن هشام: هذا ما صح له منها. وقال ابن إسحاق: ثم أرسل عبد المطلب حلقة باب الكعبة، وانطلق هو ومن معه من قريش إلى شعف الجبال يتحرزون فيها، ينتظرون ما أبرهة فاعل، فلما أصبح أبرهة تهيأ لدخول مكة، وهيأ فيله، وعبى جيشه، وكان اسم الفيل: محموداً. فلما وجهوا الفيل إلى مكة، أقبل نفيل بن حبيب حتى قام إلى جنب الفيل، ثم أخذ بأذنه، فقال: ابرك محمود، وارجع راشداً من حيث أتيت، فإنك في بلد الله الحرام. وأرسل أُذنه فبرك الفيل.
قال السهيلي: أي سقط إلى الأرض، وليس من شأن الفيلة أن تبرك، وقد قيل: إن منها ما يبرك كالبعير، فالله أعلم. وخرج نفيل بن حبيب يشتد حتى أصعد في الجبل، وضربوا الفيل ليقوم فأبى، فضربوا رأسه بالطبرزين ليقوم فأبى، فادخلوا محاجن لهم في مراقه فبزغوه بها ليقوم فأبى، فوجهوه راجعاً إلى اليمن فقام يهرول، ووجهوه إلى الشام ففعل مثل ذلك، ووجهوه إلى المشرق ففعل مثل ذلك، ووجوه إلى مكة فبرك.
وأرسل الله عليهم طيراً من البحر أمثال الخطاطيف والبلسان مع كل طائر منها ثلاثة أحجار يحملها: حجر في منقاره، وحجران في رجليه، أمثال الحمص والعدس لا تصيب منهم أحداً إلا هلك، وليس كلهم أصابت.
وخرجوا هاربين يبتدرون الطريق التي منها جاءوا، قال ابن إسحاق: فخرجوا يتساقطون بكل طريق ويهلكون بكل مهلك على كل منهل.
وأصيب أبرهة في جسده وخرجوا به معهم يسقط أنملة أنملة، كلما سقطت أنملة اتبعتها منه مدة تمت قيحاً ودماً حتى قدموا به صنعاء وهو مثل فرخ الطائر، فما مات حتى انصدع صدره عن قلبه فيما يزعمون. وكان ذلك في العام الذي ولد فيه النبي صلي الله عليه وسلم .
قال ابن إسحاق: حدثني يعقوب بن عتبة أنه حدث أن أول ما رؤيت الحصبة والجدري بأرض العرب ذلك العام، وأنه أول ما رؤى بها مرائر الشجر الحرمل والحنظل والعشر ذلك العام.
سرقة الكعبة المشرفة
المالكية قالوا: من سرق شيئاً من داخل الكعبة المشرفة، فإن كان في وقت أذن له بالدخول فيه لم يقطع، لأنه لا حرز في حقه، وإلا قطع أن أخرجه لمحل الطواف، ومما فيه القطع ما عليها، وما علق بالمقام، ونحو الرصاص المسمر في الأطين. الشافعية قالوا: يقطع من سرق ستر الكعبة إن خيط عليها لآنه حينئذ محرز.
الحنابلة قالوا: إن من سرق شيئاً من أستار الكعبة، أو من داخلها وكان يساوي ثمنه نصاباً فإنه يجب عليه القطع، لأنه انتهك حرمة بيت الله تعالى فدل ذلك على ضعف إيمانه وعدم معرفته بعظمة حرمة الكعبة المشرفة، ونسبتها إلى الله تعالى، فيجب أن يشدد عليه ويقطع بسرقته.
الحنفية قالوا: من سرق من أستار الكعبة ما يبلغ ثمنه مقدار نصاب فلا يجب عليه القطع، لأنه لا مالك له، ولأنه ربما قصد بها التبرك.
وقيل: إن القطع في سرقة ستارة الكعبة على الخواص الذين قوي إيمانهم، وعرفوا عظمة حرمة بيت الله الحرام، ونسبة الكعبة إلى رب العزة تبارك وتعالى، لما ورد في الحديث من تغليظ العقوبة على السارق في الحرم، أما رعاع الناس وعوامهم الذين غلظ حجابهم وجهلوا كونهم في حضرة اللّه تعالى، وغابوا عن تتضيمها، فإنهم يعزرون، ولا يقطعون بسرقة بعض أستارها. وقال عبد الله بن زرارة أن من يأكل أموال الكعبة يشدد عليه في النزع عند الموت .
وقد تعرضت الكعبة لسرقات كثيرة على مر تاريخها ومنذ ولاية قبيلة جرهم للبيت عندما حاول حارس الكعبة سرقة كنزها فأطبقت عليه بئر الكعبة التي فيها الكنوز حتى جاء الناس وافتضح أمره وسموا بئر الكعبة الأخسف . ويقال أنه ومنذ ذلك الوقت أسكن الله ثعبان في بئر الكنز ولم يخرج هذا الثعبان إلا بعد 500 عام في ولاية قريش للكعبة .
بئر زمزم :
قوّهة بئر زمزم أواسط القرن العشرين الميلادي
أول ما ظهر زمزم علي وجه الأرض جبريل علية السلام بأمر من الله عز وجل عندما ظمئ إسماعيل عليه السلام ، ولما أظهر الله ماء زمزم لإسماعيل علية السلام حوضت عليه أمه هاجر خشية أن يفوتها قبل أن تملأ منه شنتها ولو تركته لكان عيناً تجري .
وقال فيه الرسول صلي الله علية وسلام : ( ماء زمزم لما شرب له ) وقال صلى الله علية وسلام : ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم فيه طعام طعم وشفاء السقم ) .
أما مكان هذا البئر فهو خلف مقام إبراهيم عليه السلام وكان علية من قبل بناء يسمي ( بيت بئر زمزم ) وكان فوق هذا البئر مقام الإمام الشافعي ، الذي أزيل عند التوسعة السعودية الأولى ، وكانت بشر زمزم قبل العهد السعودي عبارة عن بئر مستديرة الفوهة عليها قطعة من المرمر على قدر سعة الفوهة ، ويحيط بالبئر من أعلى سياج ( درابزين ) من حديد لمنع السقوط فيها ، وفوقه شبكة من حديد وقد تم تركيب مضخة لرفع مياه زمز سنة 1373 هـ وتم إنشاء بناية لسقيا زمزم أمام البئر سنة 1374 هـ.
- عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( خير ماء على وجه الأرض ماء زمزم، فيه طعام الطُّعم، وشفاء السقم ) رواه الطبراني في الكبير.
- وعن أبي ذر رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ( زمزم طعام طُعم وشفاء سقم ) رواه البزار بإسناد صحيح.
-وعن جابر رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ( ماء زمزم لما شرب له ) وزاد الحاكم في المستدرك من حديث ابن عباس رضي الله عنهما مرفوعاً: ( فإن شربته تستشفي به شفاك الله، وإن شربته مستعيذاً أعاذك الله، وإن شربته ليقطع ظمأك قطعه الله ).
أسماء ماء زمزم :
زمزم حرمية ، همزة جبريل ، مروية طيبة ، سالمة ، برة وعصمة ، ميمونة مضمونة